طالبت مؤسسات مصرية وعلماء مصريات بأن يكون يوم 19 من شهر يوليو من كل عام، يوماً دولياً للغة المصرية القديمة "الهيروغليفية".

وأطلقت هذه الدعوة الجمعية المصرية للتنمية الأثرية والسياحية، وجمعية ايزيس الثقافية في مدينة الأقصر وعدد من الأثريين وعلماء المصريات، بمناسبة مرور 220 عاماً على اكتشاف حجر رشيد، وفك رموز اللغة المصرية القديمة.

ولاقت الدعوة قبولاً في الأوساط السياحية المصرية، التي رأت فيها مناسبة للترويج للمعالم الأثرية الفرعونية ببلدان العالم.

وأشاد الدكتور أحمد عوض الأكاديمي المصري، المتخصص في العمارة المصرية القديمة، ورئيس اللجنة العلمية المعنية، بالدعوة لتدشين يوم دولي للغة المصرية القديمة.

وقال عوض إن الهيروغليفية هي أشهر نظام كتابي يعبّر عن اللغة المصرية القديمة، وإن بداية السنة المصرية القديمة في كل عام، والتي توافق 19 من شهر يوليو، هو أفضل يوم لإحياء تلك اللغة، وإطلاق يوم دولي لها أسوة بالكثير من اللغات في العالم.

وبحسب الجمعية الجغرافية الوطنية الأميركية "ناشيونال جيوجرافيك"، فإن اكتشاف حجر رشيد، الذي جرى على يد مهندس فرنسي يدعى فرانسوا كافييه بوشار، قد تم في يوم 19 من شهر يوليو عام 1799، وهو ذات اليوم الذى يقترحه المصريون ليكون يوماً دولياً للغة الهيروغليفية.

وتشير الأثرية المصرية منى فتحي إلى أن اللغة المصرية القديمة هي لغة خارقة، إذ استطاعت أن تبقى حية مزدهرة لقرابة خمسة آلاف عام، وأنها كانت لغة دائمة التطور، احتوت على 400 أصل مشترك بينها وبين اللهجات الأفريقية والآسيوية.

اقرأ أيضاً... مصر: الفراعنة أطلقوا اسم "تفن" على كل طفل يتيم

وبحسب علماء المصريات، فإن كل من رأى أو سمع عن الآثار المصرية القديمة "يغامره شعور واحد هو مزيج من الغرابة والإعجاب" بتلك اللغة التي تنتشر على جدران المعابد والمقابر التي شيدها ملوك وملكات ونبلاء الفراعنة، خاصة عندما يرى الزائر لتلك الآثار صور الرجال والحيوانات والأشياء من كل نوع وصنف والتي تبدو وكأنها تحدق النظر في الزائرين.

ويضيف علماء المصريات أن هذه ليست صور نقشت كصور بل هي من رموز الكتابة الهيروغليفية التي بلغت 700 عنصر، حيث كان لدى قدماء المصريين عدد كبير من الرموز التي يعبرون بها عن الأشياء المادية، وهي ذات الصور التي تطورت إلى مجموعة من الرموز التي دمجت بين الفن واللغة في آن واحد، وباتت تمثل "أفكاراً وأصواتاً وأشياء".

وتقول كتب المصريات إن مخترع اللغة الهيروغليفية في مصر القديمة، هو "تحوت" الذي اتخذت زوجته" سيشت" ربة للكتابة، وهي الكتابة التي ظلت محيرة لعقول الكثيرين من المستكشفين وعلماء المصريات، إلى أن تمكن الفرنسي شامبليون من فك رموزها التي سجلتها نقوش حجر رشيد الشهير.